قد يكون الجو دافئاً في الخارج، إلا أن الشتاء قد حل مجدداً في غرفة الطوارئ في مستشفى Ste-Justine للأطفال.
فمنذ تخفيف القيود الرئيسية على الحياة العامة في نهاية شهر مايو/أيار، ازداد عدد المرضى الصغار الذين يأتون إلى غرفة الطوارئ مع أمراض الشتاء المعتادة: نزلات البرد وفيروسات الجهاز التنفسي والتهاب المعدة والأمعاء.
وكانت هذه الزيادة مفاجأة للعاملين في مجال الرعاية الصحية في مستشفيات الأطفال، والتي شهدت انخفاضاً في الحجم عن المعتاد منذ بدء الوباء.
وأوضح Antonio D’Angelo ، رئيس قسم طوارئ الأطفال في Ste-Justine:”بدأت الفيروسات التي تظهر عادةً في الخريف والشتاء، في الظهور من جديد. يبدو الأمر وكأنها اختفت لمدة عام لأننا كنا نغطي وجوهنا وننظف أيدينا، إلا أننا نشهد عودتها حالياً”.
وأشار إلى أن هذه الأمراض غالباً ما تسبب نتائج أكثر خطورة للمرضى الأصغر سناً مقارنةً بCOVID-19. فخلال الشهر ونصف الشهر الماضيين، تضخّم قسم الطوارئ في المستشفى ليصل إلى عدد قياسي من المرضى لم يتم تسجيله منذ ما قبل الوباء.
وأضاف D’Angelo:”يعود السبب في ذلك بشكل جزئي إلى أننا نظّمنا نظام الرعاية الصحية للتعامل مع COVID، لكن لم تتم إعادة تنظيمه للتعامل مع بقية الأمراض المعتادة التي نراها عادةً”.
وبيّن إن الوضع معقد بسبب حقيقة أن العديد من أطباء الأطفال وأطباء الأسرة ما زالوا يستخدمون بروتوكولات COVID-19، أي أنهم لا يرون المرضى بشكل شخصي.
ما يعني أن غرفة الطوارئ هي غالباً المكان الوحيد الذي يمكن للطبيب فيه رؤية الأطفال بشكل شخصي.
ويوجد أيضاً نقص في الموظفين ضمن نظام الرعاية الصحية، حيث تم إعادة تعيين العديد من الممرضات للعمل على الوقاية من فيروس كورونا أو علاجه، أو توزيع اللقاح. أما الموظفون الآخرون فهم في إجازة الصيف.
وعلى الرغم من أن العديد من البالغين المصابين بنزلات البرد لا يعانون من أعراض حادة، إلا أنه يمكن للأطفال أن يُصابوا بمضاعفات مقلقة تتطلب الرعاية الطبية.
وتابع D’Angelo: “يمكن أن يُصابوا بالتجفاف والالتهاب الرئوي و التهابات الأذن الحادة المعروفة باسمالتهاب الأذن الوسطى”.
كما نوّه إلى أهمية طلب الآباء للمساعدة الطبية في حال كان لديهم أطفال يعانون من الحمى أو مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب نزلات البرد، بغض النظر عن فترات الانتظار الطويلة.
وعلى الرغم من قلّة أعداد إصابات COVID-19 التي تم الإبلاغ عنها بين السكان الأصغر سناً، أشار D’Angelo إلى وجود عدد كبير من الفيروسات التي غالباً ما تُرى في الشتاء حالياً، بالإضافة إلى حالات أخرى تُرى عادةً خلال فصل الصيف.
لكن لم تتعرض أجهزة المناعة لدى المرضى الصغار لهذه الفيروسات خلال الـ 16 شهراً الماضية، أي أنهم أكثر عرضة لردود فعل قوية.
كما اعتبر Matthew Oughton، أخصائي الأمراض المعدية وأستاذ الطب المساعد في McGill، إن الوضع في مونتريال ليس فريداً، وفي الواقع، تعد هذه الظاهرة ظاهرةً عالمية.
وأوضح: “هذا يحدث لأن موسم البرد والسعال المعتاد لم يحدث، ربما بسبب الاحتياطات التي اتخذها الناس لتقليل انتقال COVID “.
وأكّد أن الأطفال الصغار وكبار السن هم أكثر عرضة لمضاعفات فيروسات الجهاز التنفسي.
وعبّر عن قلقه من حدوث تفشي للإنفلونزا قبل تطوير لقاح الإنفلونزا الموسمية، وقال إن الطريقة الوحيدة لحماية السكان المعرضين للخطر هي اتخاذ التدابير التي كانت سارية لمنع انتشار COVID-19: ارتداء الكمامات وتقييد التجمعات.
المصدر: Montreal Gazette