أفاد تحليل جديد صادر عن شركة Cox Automotive أنه على الرغم من وجود مستويات مخزون مرتفعة من السيارات الجديدة لم تشهدها الصناعة منذ عامين، يتوقع العديد من تجار السيارات في الولايات المتحدة أن يشهد سوق السيارات تراجعاً في الأشهر الثلاثة المقبلة.
ومع ذلك، أبدى بعض تجار السيارات في منطقة ديترويت تفاؤلاً بشأن المستقبل، حيث أشاروا إلى أن شهر أغسطس/أب كان قوياً بالنسبة لهم، وأنهم يتوقعون استمرار هذا الاتجاه لبقية العام.
وفقاً للتحليل فإن أحد الأسباب الرئيسية وراء النظرة المتشائمة التي تعكسها نتائج المسح هو المناخ السياسي غير المستقر، فقد أظهر الاستطلاع الذي صدر الأسبوع الماضي أن 49% من تجار السيارات الذين استُطلعت آراؤهم ألقوا باللوم على البيئة السياسية الحالية في إعاقة أعمالهم.
وقال Jonathan Smoke، كبير الاقتصاديين في شركة Cox، إن تجارة السيارات تواجه تحديات كبيرة وسط عدم اليقين مع اقتراب الانتخابات الوطنية وتغير ديناميكيات السوق، وأشار إلى أن التأثيرات السلبية لهذه الديناميكيات محسوسة في السوق اليوم، مما يشكل قلقاً بشأن التوقعات المستقبلية.
ولكن في مترو ديترويت، يبدو الوضع مختلفاً بعض الشيء، حيث يشعر بعض وكلاء General Motors وFord بثقة أكبر في أن الأشهر المتبقية من العام ستكون مستقرة وقد تشهد تحسناً، وأكدوا أنه لا يوجد سبب يدفع الناس إلى الامتناع عن شراء سيارة بسبب الوضع السياسي.
واعترف Gordon Stewart مالك شركةGordon Chevrolet بأن بعض المستهلكين يشعرون بالقلق في هذا الوقت، حيث ينتظر الكثيرون انخفاض أسعار الفائدة، ومع ذلك، أشار إلى أن مبيعات سيارته الجديدة كانت جيدة جداً في الشهر الماضي إذ باع 135 سيارة، مؤكداً أن المخزون لديه يكفي لمدة 40 يوم تقريباً، وهو أفضل مما كان عليه في العام السابق عندما كانت مستويات المخزون فظيعة.
فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، شكلت حوالي 10% من مبيعاته في أغسطس/أب. وأوضح Stewart أنه يمتلك 13 سيارة من طراز Equinox EV وأربع سيارات Blazer EV وسيارة Silverado EV، مشيراً إلى أن الحوافز المقدمة على السيارات الكهربائية مرتفعة، حيث تصل إلى 16,500 دولار على سيارة Equinox EV لعام 2024 إذا كان العميل مؤهلاً.
في سياق موازٍ، سجلت Ford في ديربورن مبيعات جيدة أيضاً، حيث باعت 231 سيارة جديدة و60 سيارة مستعملة في أغسطس/أب، مما يعكس زيادة بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي أوائل أغسطس/أب، كان مخزون السيارات الجديدة في جميع أنحاء البلاد أعلى بنسبة تزيد عن 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يمنح المستهلكين مزيداً من الخيارات وزيادة في القوة الشرائية مع ارتفاع مستويات الحوافز.
بينما تباطأ نمو الحوافز منذ بداية العام، أشار التجار إلى أن بعض العلامات التجارية مثل Audi و Infiniti و Volkswagen و Nissan تقدم حوافز تزيد عن 10% من متوسط سعر الصفقة، كما أظهرت بيانات Kelley Blue Book أن الإنفاق التحفيزي بلغ ذروته في ديسمبر/كانون الأول 2019 عند 10.8% من متوسط سعر المعاملة.
وللشهر الحادي عشر على التوالي، كان متوسط سعر الصفقة للسيارة الجديدة في الولايات المتحدة في أغسطس أقل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ متوسط السعر 47,870 دولار بانخفاض بنسبة 1.7% عن أغسطس/أب 2023، كما انخفض سعر السيارة الكهربائية في أغسطس/أب بنسبة 1.2% عن العام الماضي.
بالمجمل، تعكس هذه التحولات في السوق التحديات التي تواجهها الصناعة، ولكن تجار ديترويت يظهرون ثقة أكبر في قدرتهم على التكيف مع الظروف الراهنة، مما قد يبشر بمستقبل أكثر استقراراً في مبيعات السيارات.
