من المرجح أن يكون الشتاء المقبل في الولايات المتحدة معتدلاً بعض الشيء من حيث تساقط الثلوج وتفشي البرد القارس، حيث يتوقع المتنبئون الفيدراليون أن يصبح الشمال أكثر دفئاً من المعتاد وأن يكون الجنوب أكثر رطوبة وعاصفة.
وأشار مسؤولون في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي يوم الخميس في نشرة فصل الشتاء، إلى أن ظاهرة “El Nino” القوية تخفف بشدة وتغير مسارات العواصف التي من المحتمل أن تواجهها أمريكا في الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط، وذلك بالتزامن مع زيادة الاحترار الناتج عن تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة المحيطات.
وأوضح الخبراء أن الدفء المتوقع سيحول بعض العواصف المحملة بالثلوج إلى أمطار في الطبقة الشمالية للبلاد.
لكن هناك بعض الأمل لمحبي الثلوج، مع احتمال حدوث عاصفة أو اثنتين من مناطق الشمال الشرقي. ولفتوا إلى احتمال تعرّض أجزاء من الساحل الشرقي، وخاصةً منطقة وسط المحيط الأطلسي، لثلوج أكثر من المعتاد بسبب ذلك.
ومن المتوقع أن تكون معظم أنحاء البلاد أكثر دفئاً من المعتاد، حيث يمتد هذا الدفء شمالاً من Tennessee وMissouri وNebraska وNevada، إلى كامل كاليفورنيا تقريباً. ومن المفترض أن يكون الطقس في بقية أنحاء البلاد قريباً من المعدل الطبيعي. ولا تتوقع إدارة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن يكون أي جزء من الولايات المتحدة أكثر برودة من المعتاد هذا الشتاء.
وفي غضون ذلك، ستكون منطقة البحيرات العظمى والأجزاء الشمالية الأبعد من البلاد الممتدة من بحيرة إيري إلى شرق واشنطن أكثر جفافاً من المعتاد.
ويعود السبب في ذلك إلى ظاهرة El Nino، وهي ارتفاع طبيعي دوري في درجات الحرارة لأجزاء من المحيط الهادئ يغير أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم ويؤدي بشكل عام إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. ويمكن ملاحظا تأثيراتها بشكل خاص في الولايات المتحدة خلال فصل الشتاء.
ويعني ذلك أننا سنشهد المزيد من الأمطار في الجنوب وعواصف إضافية في أواخر الشتاء. ولفت الخبراء إلى أن هذه الظاهرة عادةً ما تسبب أجواءاً غير معتادة في جميع أنحاء ولاية فلوريدا بسبب تيار نفاث شبه استوائي قوي.
ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات في كثير من الأحيان إلى عاصفة على طول الساحل الشرقي مع الرطوبة من منطقة البحر الكاريبي وخليج المكسيك، مع هطولات ثلجية كثيفة في المدن الشرقية الكبرى. ويعتمد ذلك على توقيت درجات الحرارة والظروف الأخرى، لذا فمن غير المرجح أن يحدث ذلك أكثر من بضع مرات.
وأضاف علماء الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن تغير المناخ عامل إضافي لتوقعاتهم، خاصة وأن فصل الشتاء هو الموسم الذي يشهد فيه العالم درجات الحرارة أعلى من المعدلات الطبيعية القديمة بسبب حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
ووفقاً لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فقد ارتفعت درجة حرارة الشتاء في الولايات المتحدة بمعدل 1.6 درجة فهرنهايت (0.9 درجة مئوية) خلال الأربعين عاماً الماضية.

















