أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة Gallup مؤخراً أن ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام قد وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث أفاد 31% فقط من المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم قدراً لا بأس به من الثقة في وسائل الإعلام، بما في ذلك الصحف والتلفزيون والإذاعة.
ومن الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام كانت المجموعة الأقل ثقة بين عشر مؤسسات مدنية وسياسية أمريكية أخرى، وقد أظهر الاستطلاع أن المواطنين يثقون بالحكومات المحلية أكثر من غيرها.
وأشار الاستطلاع إلى أن ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام الإخبارية قد انخفضت إلى مستوى قياسي جديد، حيث أعرب 31% فقط عن ثقتهم في قدرة وسائل الإعلام على نقل الأخبار بشكل كامل ودقيق وعادل.
استند هذا الاستطلاع إلى عينة شملت 1007 أشخاص بالغين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر، وتم إجراؤه في الفترة من 3 إلى 15 سبتمبر/أيلول 2024، وأظهرت النتائج أن الأمريكيين يميلون إلى الثقة في الحكومات المحلية وحكومات الولايات أكثر من وسائل الإعلام.
يذكر أن Gallup طرحت لأول مرة أسئلة حول ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام في عام 1972، وقامت بقياسها في معظم السنوات منذ عام 1997، وفي السبعينيات تراوحت نسبة الثقة بين 68% و72%، وبحلول أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انخفضت نسبة الثقة بشكل ملحوظ، حيث كانت تتراوح بين 51% و55%.
تشير النتائج إلى أن 31% من المشاركين أفادوا بأنهم يثقون في وسائل الإعلام، بينما أفاد 36% بأنهم لا يثقون على الإطلاق، و33% قالوا إنهم لا يثقون كثيراً، وهذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يظهر فيها عدد أكبر من البالغين في الولايات المتحدة عدم الثقة في وسائل الإعلام (36%) مقارنةً بثقتهم بها (31%).
انخفضت ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام لأول مرة إلى 32% في عام 2016، وواصلت التراجع في العام التالي وصولاً إلى 31% هذا العام، وقد وجدت Gallup أن هناك تفاوت في مستويات الثقة في وسائل الإعلام بين الحزبيين والفئات العمرية، حيث كان الديمقراطيون أكثر ثقة في وسائل الإعلام مقارنة بالجمهوريين، وكان الأمريكيون الأكبر سناً (65 عاماً فأكثر) يميلون إلى الثقة في وسائل الإعلام أكثر من الفئات العمرية الأصغر سناً.
تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الإخبارية تعتبر المجموعة الأقل ثقة (31%) بين 10 مؤسسات مدنية وسياسية أمريكية مشاركة في العملية الديمقراطية، بينما تم تصنيف السلطة التشريعية للحكومة الفيدرالية، التي تتكون من مجلسي الشيوخ والنواب، على أنها سيئة كوسائل الإعلام بنسبة ثقة تبلغ 34%.
وفي المقابل، يُظهر أغلبية البالغين في الولايات المتحدة قدراً لا بأس به من الثقة في حكومتهم المحلية للتعامل مع المشكلات المحلية (67%)، وفي حكومة ولايتهم لمعالجة القضايا المحلية (55%)، وفي الشعب الأمريكي ككل عندما يتعلق الأمر بإصدار الأحكام حول القضايا التي تواجه البلاد (54%).

















