يتنقل عشرات الآلاف من المهاجرين الذين قدِموا إلى الولايات المتحدة عبر نظام محدّد للعثور على علاج للأمراض الجديدة أو المزمنة، كما يقول الأطباء في جميع أنحاء البلاد إنه من النادر أن يتلقى المهاجرون فحوصات طبية أو أي شيء يتجاوز الرعاية في حالات الطوارئ الطبية، كما هو الحال عندَ وصولهم إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ولا يوجد نظام وطني شامل لتتبع الرعاية.
لكن تتضاءل الخيارات المتاحة للمهاجرين أو تتوسع بعد ذلك اعتماداً على المكان الذي يقيمون به، حيث تقوم بعض المدن بتوجيه الوافدين الجدد إلى أنظمة صحة عامة قوية بينما تعتمد مدن أخرى على أقسام الطوارئ أو الأطباء المتطوعين لعلاج المشكلات الصحية التي يمكن الوقاية منها.
وفقاً لبيانات حرس الحدود، لقد عبر الحدود أكثر من مليوني شخص بشكل غير قانوني بين أكتوبر/تشرين الأول 2022 وسبتمبر/أيلول 2023 .
ولهذا السبب، يقول قادة الصحة العامة في جميع أنحاء البلاد من New York إلى Los Angeles، ومن Boston إلى Denver إن هناك طلباً مرتفعاً على الرعاية الصحيّة، ويعتبر توفيرها أمر أساسي لمهام منظماتهم.
وفي نفسِ السِّياق، فقد زار ما يقرب من 14500 مهاجر عيادة مقاطعة Cook هذا العام، ويتم نقل ما يصل إلى 100 شخص في شاحنات صغيرة من الملاجئ كل يوم للحصول على الرعاية الفورية والتطعيمات، وعليهِ تُنفِق المقاطعة حوالي 2.2 مليون دولار شهرياً أو ما يقرب من 30 مليون دولار منذ افتتاح العيادة قبل عام تقريباً.
وفي مستهل الحديث، سجلت الصحة والمستشفيات في مدينة NewYork حوالي 29000 زيارة للمرضى المهاجرين في السنة المالية الماضية، التي انتهت في منتصف يونيو/حزيران، كما قدَّم العاملون الصحيون أكثر من 40 ألف لقاح وقاموا بإجراء فحوصات طبية لجميع الوافدين الجدد.
ولا بد من الإشارة، أن المدن أخرى تحاول إدارة الوضع بأفضل ما يمكنها، مثل Denver حيث وصل إليها ما يقرب من 26 ألف مهاجر خلال العام الماضي، ففي حال كانَ موظفو المأوى المهاجرين بحاجة إلى الرعاية الطبية فسوف يتم إرسالهم إلى غرفة الطوارئ أو توصيلهم عبر الهاتف بممرضة من خلال Denver Health، وهي عبارة عن مستشفى عام ومنظمة صحية.
وعليهِ أفادَ Dr. Steve Federico مدير المستشفى والمتحدث باسم المدينة Jon Ewing إن Denver تعاني بالفعل من ضغوط الموارد نظراً للحاجة إلى إيواء المهاجرين وإطعامهم، وأضافَ إن المدينة تتطلع إلى تعزيز عملية الفحص الطبي، لكنه قال أيضاً أنه ليس من الواضح كم سيكلف ذلك أو ما إذا كانت هناكَ موارد كافية لتحقيق ذلك.
أمّا بالنسبة لتحديات الرعاية، يواجه المهاجرون عدم إمكانية الحصول على رعاية طبية ثابتة في الولايات المتحدة، فضلاً عن الغذاء الصحي والسكن المستقر.
فعلى سبيل المثال، شخصاً يعاني من حالة طبية مزمنة مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن ينتهي به الأمر في المستشفى لمجرد أنه فقد أدويته أو نفادها، أو تمت مصادرتها أثناء سفره.
وحتى عندما تكون الرعاية متاحة، قد يجد المهاجرون صعوبة في الحصول عليها، ويتجنب البعض طلب المساعدة تماماً خوفاً من فاتورة كبيرة أو عدم الثقة الطويلة الأمد في النظام الطبي.
ومن زاويةٍ أخرى، حصلت شبكة الأطباء المهاجرين التي تربط المرضى بمقدمي الرعاية الصحية لمدة 30 عاماً على منحة بقيمة 5 ملايين دولار من المعاهد الوطنية للصحة وذلكَ لتقوية قنوات الاتصال بين المرضى والأطباء.
وممَّا لا شكَّ فيه، أنَّ جميع العاملين في مجال الرعاية على اتصال بالمهاجرين، كما أنهم يقومون بأشياء مثل تحديد المواعيد الطبية، والمساعدة في ملء طلبات الخدمات الاجتماعية، وأخذ الأشخاص إلى المواعيد ومعرفة خيارات الدفع.
أمَّا بالنسبة لنظام الإيواء في Massachusetts فهوَ ممتلئ للغاية لدرجة أن الحاكم استدعى الحرس الوطني في أغسطس/آب للمساعدة، وفي كثير من الأحيان لا يتمكن الأطباء من العثور على المهاجرين عندما تحتاج إلى المتابعة لأنهم لا يملكون رقم هاتف في الولايات المتحدة.
ومن جهةٍ أخرى، قال Danaher وهو طبيب أطفال للرعاية الأولية في نظام Mass General Brigham الصحي: “إننا نرى حالات حتى بين المهاجرين الذين يتنقلون بين مواقع الإيواء في منطقة Boston الكبرى حيث يتوهون تماماً للمتابعة، وبعد ذلك يتم إعادة إجراء نفس الاختبارات”.
كما أنه يشجع زملائه الأطباء على إعطاء المرضى نسخة مادية من كل ما تم القيام به أثناء زيارتهم مثل اللقاحات المقدمة، والأدوية الموصوفة، وبرامج المزايا المقدمة، وبهذه الطريقة يمكنهم ببساطة تسليمها إلى من يراهم بعد ذلك.

















